عتق الرقاب

بسم الله الرحمن الرحيم
عتق الرقاب
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد: لقد حث ديننا الحنيف على عتق الرقاب، وجعله كفارة لما يقترفه الإنسان من الذنوب والخطايا، وذلك لإنقاذ المسلم من العبودية التي وقع فيها أو الأسر لدى الكفرة المحتلين.
لقد ثبت مجاهدو جيش رجال الطريقة النقشبندية على الجهاد طيلة سنوات الجهاد التسع الماضية ضد الغزو الامريكي البربري, وربما وقع في يده الاثمة بعض اخواننا المجاهدين الشرفاء، لذلك يجب علينا ان نسعى في اطلاق سراحهم بأي طريق ممكن واجبا شرعيا وأخويا لنكون أوفياء مع من صان الدين ودافع عن الشرف والأرض، فعن أبي موسى الأشعري (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): (أطعموا الجائع وعودوا المريض وفكوا العاني)، والعاني هو الأسير لدى الكفرة، وَفُكُّوا الْعَانِيَ وَهَذَا عُمُومٌ لِكُلِّ عَانٍ عِنْدَ كل كَافِرٍ أو مُؤْمِنٍ بِغَيْرِ حَقٍّ المحلى ج9/ص158 وان عتق الرقاب ليس مقصوراً على عتق العبيد والإماء، بل إن الرقبة تشمل من أسر بسبب الجهاد، وقد حث الإسلام على عتق رقبة المؤمن لأنه مؤمن فقط وليست له ميزة أخرى، لكن رقاب المؤمنين الأسرى اليوم نسعى في عتقها لأنها رقاب مؤمنين مجاهدين في زمن يفضل جهاد ساعة فيه عبادة أفواج من الأولياء الصالحين صياما وقياما، ولذلك ليس كثيرا على المجاهدين ان نتولى اعتاقهم وتحريرهم من الكفار والفجار بل إن عتق رقبة المجاهد الأسير اليوم تعدل عتق آلاف الرقاب المؤمنة من عبوديتها كما أنها تجزئ عن كفارة قتل الخطأ واليمين وغيرها، ولذلك اصبح عتق رقابهم من الواجبات، ففي الحديث: ((جاء أعرابي إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال: "علمني عملا يدخلني الجنة"، فقال: "لئن كنت أقصرت الخطبة لقد أعرضت المسألة (أي قللت كلامك وأوضحت سؤالك)، أعتق النسمة وفك الرقبة"، قال: "أوليسا واحدا؟"، قال: "لا، عتق النسمة أن تنفرد بعتقها، وفك الرقبة أن تعين في ثمنها...الخ"))، وقد ذكر العلماء في تفسير هذا الحديث أن فك الرقبة يشمل الأسير المسلم لدى الكفار.
وعلى المسلم ان يبذل افضل ما عنده واحسن ما عنده وان تكون مساهمته جدية وسخية في انقاذ اخيه المجاهد في سبيل الله، فقد سئل رسول الله (صلى الله عليه وسلم): أي الرقاب افضل؟، قال: (انفسها عند اهلها واغلاها اثمانا)، وجاء في صحيح البخاري عن أبي هريرة (رضي الله عنه) عن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال ((من أعتق رقبة مسلمة أعتق الله بكل عضو منه عضوا من النار حتى فرجه بفرجه))، وعن أبى هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم): ((من أعتق رقبة مؤمنة أعتق الله عز وجل بكل إرب منها إربا منه من النار إنه ليعتق اليد باليد والرجل بالرجل والفرج بالفرج))، فقال على بن الحسين لراوي الحديث: أنت سمعت هذا من أبى هريرة؟، قال : نعم، فقال: ادعوا لى مطرفا وكان من أحسن غلمانه وكان قد أعطاه به ابن جعفر عشرة آلاف درهم ، فلما قام بين يديه قال على بن الحسين أنت حر لوجه الله عز وجل))، "أخرجه النسائي ومسلم"، وهذا الفضل لا يختص به الرجال فقط بل يشمل النساء ايضا ففي صحيح ابن حبان قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: ((أيما رجل مسلم أعتق رجلا مسلما فإن الله جل وعلا جاعل وقاء كل عظم من عظام محرره عظما من عظامه من النار، وأيما امرأة مسلمة أعتقت امرأة مسلمة فإن الله جل وعلا جاعل وقاء كل عظم من عظام محررها عظما من عظامها من النار))، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا كثيرا.